اختلطت الآهات بالنحيب عندما أنسدل الستار الأرجوانى بكورنيشه الأسود الزاهى على البطلة الهامدة بين يديه .. فتح بعد دقيقة على نفس المشهد فاخترق الجدران تصفيق حاد كالصراخ .. قاطعهم صوت من الداخل يعلن انتهاء أخر يوم فى العرض متمنيا للجميع حياة سعيدة ..
بفستان كحلى مطرز وشعر ذهبى مصبوغ مسدل إلى الخصر وعينين ناعستين تلفتت يمينا ويسارا .. ذهب الجميع ولم يبق سواها .. الظلام كبيس والصمت يلف قبضته الحديدية الباردة حول رأسها دقيق الملامح .. تقدمت بأرجل يكسوها ارتعاد نحو الستار .. سكنت مكانها من جديد حينما سمعت صوته يهنئ العمال ، يصدر صوتا كمن يجيب على استفسار:-
- لا ، سأجلس قليلا ، أودع المسرح بطريقتى .
انتهزت الفرصة .. تقدمت قليلا وفرقت الستار بيديها .. رنا إليها مبهوتا .. قاطعت نظرته الملتصقة بها :-
- ستمضى بعد قليل كأن شيئا لم يحدث ؟
- من أنت ؟ وكيف دخلت هنا ؟
حدجته بنظرة اتهام .. ارتفع صوتها بالنحيب فجأة .. اقترب منها فابتعدت .. طمأنها باستعداده الكامل لمساعدتها ، ردت بصوت متقطع :-
- شاهدت المسرحية مرات كثيرة .. حفظتها ، لكن نهايتها...
استراح لها أول الأمر متيقنا بفراسة تصيب وتخطئ عبورها الخط الفاصل بين الدهشة والبله .. انقطع بكاؤها وقالت تعيد المشهد الأخير عن لسان البطلة :-
- ماذا نفعل بعد أن طارت أخبارنا ؟ عائلتى ستجيء حتما ( تضطرب نظراتها ) .. وسيكون ما لا بد منه .
- سنتدبر الأمر .. حتما سأجد مخرجا ينقذنا إلى العالم الواسع الطلق ( يستدير رافعا يده اليمنى لأعلى ) النور بدلا من الظلام والخوف .
لا يعرف كيف انتظم معها فى التمثيل لكنه سعيد وفمه ينفرج بابتسامة .
- لا تحملق في هكذا ؟ افعل شيئا ؟ ( تحدق فى الأرض وترفع رأسها فجأة ) أقول لك دعنا نهرب إلى مكان لا يعرفون لنا فيه طريق ، نكمل حياتنا كما اتفقنا ..
- سيعثرون علينا ، أعرف هذه الأمور جيدا ( يرتمى على كرسى الخيزران الوحيد فى حجرته الحالكة بالمسرح ) .
تباغته وهى تتقدم نحوه :-
- أنت جبان منذ أن وطئت حياتك بوثيقة شرف أن نتزوج، لكنى أحبك ( ترتمى متأثرة بنشيجها المسرحى ) .
- ( يقترب فى تؤده ويطبطب على كتفها ثم يمسح بمنديل وردى دموعا ساخنة انحدرت على مجرى ثغرها الرطب).. لنكن هادئين .
- كيف ؟
- لنهرب إلى السماء حيث تزفنا الملائكة بأكاليل النرجس.. خذى ( تمتد يده إلى زجاجة فارغة على المنضدة ) أشربي .. بعدها سأشرب لنعلن زواجنا فى السماء بعد أن نرحل ( يرنو إلى أعلى )
تقف ثابتة كوتد .. تغير نبرة صوتها :-
- أتريد أن تخدعنى مثلها ..
- هذا هو النص ، إنك لم تجيديها كما أدعيت !
- أجدتها بطريقتى .. فقط لن أخدع مرة ثانية لأذهب مشيعة بالسخرية والنحيب .. النهاية وضعتها ، وسأنفذها فيك قبله ..
- الأمر لا يبدو طبيعيا من البداية .. ألا تعرفى من تخاطبين؟
طأطأت رأسها والتفتت حوله .. خلعت إشاربا ملونا ملفوفا حول عنقها .. لفته بيديها حول رقبته .. قهقه منتشيا باللعبة الجديدة :-
- أنت مراهقة مجنونة .
لفت الإشارب أكثر .. توارت الابتسامة خلف جلد أحمر قان وعينان جحظتا توا .. تلوى كثعبان ، الظلام يضرب سياجا فولاذيا حول عينيه وروحه تئن .. لكزها بيده اليسرى فى بطنها كمحاولة أخيرة لاسترداد روحه الهاربة ، وبشراسة الأنثى ومكرها كزت ضاغطة بكل قوتها فى يديها .. تلوى متخبطا ثم هوى .. سحبته إلى الكنبة التى هوت عليها البطلة بين يديها من قبل .. ألقت الإشارب حول رأسها وتسللت هاربة ..
استدعى المحققون كل عمال المسرح والممثلين فى الصباح .. وتمددت الجريمة فوق صفحات الحوادث وارتفعت المكافئات يوما بعد أخر لمن يعثر على قاتل النجم المشهور ، وفشى الهمس ..
قال صديق - للممثل – لأصدقائه ليلا حول مائدة القمار:-
- صاحبنا من الصعيد وهذا ثأر حدثنى به مرارا ..
وقالت مهندسة الديكور لصديقتها فى التليفون :-
- امرأته اكتشفت خيانته فدبرتها له .. أنا لم أقل شيئا . مفهوم ؟
وقال مدير المسرح وقت التحقيق :-
- كارثة . لم يحدث هذا من قبل ، الأمن هنا مشدد - مال ى الضابط غامزا بعينه اليسرى – أنا أشك فى العمال الأقذار .
ونشر الساعى بين أصحابه :-
- الجريمة واضحة ، من تدبير المدير - لا شك - لخلافات حول العقد .. أنا سمعت يوما شجاراً بالكلمات بينهم كاد ينقلب لطما بالأيدى لولا تدخلى فى الوقت المناسب .
بعد عام من التحقيق لم يجد المحققون بدا من حفظ الجريمة وتقييدها ضد مجهول .
بفستان كحلى مطرز وشعر ذهبى مصبوغ مسدل إلى الخصر وعينين ناعستين تلفتت يمينا ويسارا .. ذهب الجميع ولم يبق سواها .. الظلام كبيس والصمت يلف قبضته الحديدية الباردة حول رأسها دقيق الملامح .. تقدمت بأرجل يكسوها ارتعاد نحو الستار .. سكنت مكانها من جديد حينما سمعت صوته يهنئ العمال ، يصدر صوتا كمن يجيب على استفسار:-
- لا ، سأجلس قليلا ، أودع المسرح بطريقتى .
انتهزت الفرصة .. تقدمت قليلا وفرقت الستار بيديها .. رنا إليها مبهوتا .. قاطعت نظرته الملتصقة بها :-
- ستمضى بعد قليل كأن شيئا لم يحدث ؟
- من أنت ؟ وكيف دخلت هنا ؟
حدجته بنظرة اتهام .. ارتفع صوتها بالنحيب فجأة .. اقترب منها فابتعدت .. طمأنها باستعداده الكامل لمساعدتها ، ردت بصوت متقطع :-
- شاهدت المسرحية مرات كثيرة .. حفظتها ، لكن نهايتها...
استراح لها أول الأمر متيقنا بفراسة تصيب وتخطئ عبورها الخط الفاصل بين الدهشة والبله .. انقطع بكاؤها وقالت تعيد المشهد الأخير عن لسان البطلة :-
- ماذا نفعل بعد أن طارت أخبارنا ؟ عائلتى ستجيء حتما ( تضطرب نظراتها ) .. وسيكون ما لا بد منه .
- سنتدبر الأمر .. حتما سأجد مخرجا ينقذنا إلى العالم الواسع الطلق ( يستدير رافعا يده اليمنى لأعلى ) النور بدلا من الظلام والخوف .
لا يعرف كيف انتظم معها فى التمثيل لكنه سعيد وفمه ينفرج بابتسامة .
- لا تحملق في هكذا ؟ افعل شيئا ؟ ( تحدق فى الأرض وترفع رأسها فجأة ) أقول لك دعنا نهرب إلى مكان لا يعرفون لنا فيه طريق ، نكمل حياتنا كما اتفقنا ..
- سيعثرون علينا ، أعرف هذه الأمور جيدا ( يرتمى على كرسى الخيزران الوحيد فى حجرته الحالكة بالمسرح ) .
تباغته وهى تتقدم نحوه :-
- أنت جبان منذ أن وطئت حياتك بوثيقة شرف أن نتزوج، لكنى أحبك ( ترتمى متأثرة بنشيجها المسرحى ) .
- ( يقترب فى تؤده ويطبطب على كتفها ثم يمسح بمنديل وردى دموعا ساخنة انحدرت على مجرى ثغرها الرطب).. لنكن هادئين .
- كيف ؟
- لنهرب إلى السماء حيث تزفنا الملائكة بأكاليل النرجس.. خذى ( تمتد يده إلى زجاجة فارغة على المنضدة ) أشربي .. بعدها سأشرب لنعلن زواجنا فى السماء بعد أن نرحل ( يرنو إلى أعلى )
تقف ثابتة كوتد .. تغير نبرة صوتها :-
- أتريد أن تخدعنى مثلها ..
- هذا هو النص ، إنك لم تجيديها كما أدعيت !
- أجدتها بطريقتى .. فقط لن أخدع مرة ثانية لأذهب مشيعة بالسخرية والنحيب .. النهاية وضعتها ، وسأنفذها فيك قبله ..
- الأمر لا يبدو طبيعيا من البداية .. ألا تعرفى من تخاطبين؟
طأطأت رأسها والتفتت حوله .. خلعت إشاربا ملونا ملفوفا حول عنقها .. لفته بيديها حول رقبته .. قهقه منتشيا باللعبة الجديدة :-
- أنت مراهقة مجنونة .
لفت الإشارب أكثر .. توارت الابتسامة خلف جلد أحمر قان وعينان جحظتا توا .. تلوى كثعبان ، الظلام يضرب سياجا فولاذيا حول عينيه وروحه تئن .. لكزها بيده اليسرى فى بطنها كمحاولة أخيرة لاسترداد روحه الهاربة ، وبشراسة الأنثى ومكرها كزت ضاغطة بكل قوتها فى يديها .. تلوى متخبطا ثم هوى .. سحبته إلى الكنبة التى هوت عليها البطلة بين يديها من قبل .. ألقت الإشارب حول رأسها وتسللت هاربة ..
استدعى المحققون كل عمال المسرح والممثلين فى الصباح .. وتمددت الجريمة فوق صفحات الحوادث وارتفعت المكافئات يوما بعد أخر لمن يعثر على قاتل النجم المشهور ، وفشى الهمس ..
قال صديق - للممثل – لأصدقائه ليلا حول مائدة القمار:-
- صاحبنا من الصعيد وهذا ثأر حدثنى به مرارا ..
وقالت مهندسة الديكور لصديقتها فى التليفون :-
- امرأته اكتشفت خيانته فدبرتها له .. أنا لم أقل شيئا . مفهوم ؟
وقال مدير المسرح وقت التحقيق :-
- كارثة . لم يحدث هذا من قبل ، الأمن هنا مشدد - مال ى الضابط غامزا بعينه اليسرى – أنا أشك فى العمال الأقذار .
ونشر الساعى بين أصحابه :-
- الجريمة واضحة ، من تدبير المدير - لا شك - لخلافات حول العقد .. أنا سمعت يوما شجاراً بالكلمات بينهم كاد ينقلب لطما بالأيدى لولا تدخلى فى الوقت المناسب .
بعد عام من التحقيق لم يجد المحققون بدا من حفظ الجريمة وتقييدها ضد مجهول .