ثلاث طرقات متلاحقة أيقظته من شروده .. خطا نحو الباب فى حذر وأنفاسه تصطخب " من ؟ " . تسرب من ثقب صغير صوت هامس " سبع " .
فتح الباب .. مرقوا إلى الداخل بلهاث متقطع وتساقطوا على الأرض الرطبة وهم ينزلون البطانية القديمة بحرص ، ما بداخلها كان يتلوى بينما يمعن بشبق .. انبعثت إشارات طمأنته بأن كل شيء تمام .. أقفل الباب الصفيحى بعد أن مسح الطريق ووجه البركة الساكن بعينين يشعان مرحا .. لم يقاوم حرارة العطش فى حلقه فرفع غطاء الزير المنتصب فوق قاعدة حديدية مثلثة الأرجل فى أقصى الركن .. مد الكوز النحاسي ، تراجع مبغوتا ( نشرت الجرائد يوما أن رجلا سقط ميتا بعد أن شرب من زير موضوع بمنتصف شارع فى إحدى القرى ، ثقلت خطاه كسكير ثم سقط مغشيا عليه وحين وصلوا به إلى المستشفى وهو يترنح فوق أكتافهم خمدت أنفاسه .. الشرطة اكتشفت حية نافقة فى باطنه ) تحسس باطن الزير برؤوس أصابعه ، إنه خال إلا من طحالب لزجة اشتبكت بأصابعه ، طوقته .. قاوم بعناد .. عصرته الأمواج الهادرة وعلا رأسه الزبد ، ثمة بحر بلا شطآن بدت له حينئذ وطفلة تصرخ بفزع فوق إطار منفوخ " يا با " أمسكها بقوة وخبأها بحضنه ثم قذفهما الموج وهما خائرا القوى .. لا يعلم كيف كان يجدف بتلك الشجاعة والسرعة .. كبرت كثيرا فازداد خوفه هذه الأيام ليس من البحر وحده .
شرب وشربوا .. دلف إلى ملحق صغير فصله حاجز خشبى يرتفع لنصف قامته .. زحفت إلى أذانهم قرقرة المياه مثل لحن راع قديم فتثنت أجسادهم طربا والدقائق التى قضاها فى الداخل عبرت فوق رؤوسهم ثقيلة ودون أن يخرج حرفا واحدا من بين الشفاه المتلهفة كأنهم أنهوا كل الكلمات .
هل بجسده النحيل الطويل تتقدم الجوزة الملفوفة عند انبعاجها النحاسي بشرائط زرقاء وحمراء ( وقد ورثوها عن صديق لهم مات فى عركة طاحنة خاضها رجال القرية برؤوس الفئوس ونساؤها بالحجارة فى نوبة جنونية بعدما استطاعت الفتاة التى دبر لاغتصابها الهرب من قبضته وجرت باتجاه الدور تلملم ملابسها الممزقة ) وبالمجمرة فى اليد الأخرى .. اشتعلت بعيونهم رقصة صاخبة حين برق الفحم الملتهب ، قال صوت :-
- أول مرة يقع فى أيدينا الجمال ده .
لحق به آخر :-
- حاسس إننا متراقبين .
سكون حط كيمامة فى الكوخ الذى أقامه بحوائط طينية مدعمة بسدابات من الغاب والأخشاب ثم سقفه وصنع له بابا من صفيح .. خصص المكان فى قطعة الأرض التى يملكها فى ركن تظلله أشجار الكافور .. لا يلفت انتباه أحد حتى الضحايا لا تعلق بذاكرتهن سوى نظرات نهمة وأياد تجوس ببراعة فى اللحم الشهى وجدران لا حد لقتامتها ثم سحابات غليظة من الدخان الراكد . انفرجت الدائرة فجلس فى مكانه المعتاد كقائد .. قطع الصمت بضحكة صفراء يكرهونها لكنهم لا يقدرون على إسكاتها .. سحب صندوقا عتيقاً مضمخاً برائحة كنز ( توارى سنوات أسفل جدار متهدم وذات ليلة حفر رجل ضاقت به الحيل بعد تهديد الدائنين له بالسجن حفرة عميقة يوارى بها نفسه وأسرته قبل أن يداهمهم الموت جوعا ، وفى ضربه واهنة صك سمعه رنين معدني .. انحنى قابضا بيديه على الجسم الثقيل وسحبه لأعلى بعدما أخلى التراب من حوله.. حاول فتحه بحذر فأخفق .. أحضر عتلة وضغطها بين إحدى فواصله لأسفل فلمعت عيناه فجأة ببريق ذهبى خالص.. حينها صرخ ك" على بابا " والرغبة تتقافز فى عينيه " أحمدك يا رب " ، باعه جميعا فى أماكن متفرقة وبنى قصرا زاخرا بالبهجة ، وقد داهمهم الموت ليلة انتقالهم إليه إثر وباء جارف أطاح بكثيرين ) ..
قال لأصحابه إنه اشتراه من خان الخليلى لما رأى فى حفريات غطائه النحاسى بقايا طموح ، كان البائع صندوق حكايات عتيقة كطقاطيقه التى تتراص فوق أرفف سميكة وقد حكى له حكاية الصندوق والرجل ..
قال لأصحابه أنه رغم اضطرابه البادى فى مقلتيه اللتين لا تتوقفان وحركات يديه وهذيانه الذى أصبح شبه دائم يدرك كل شئ يحدث حوله ، لكن مدير المدرسة لا يثق به فقد قال له ذلك الصباح وهو ينظف أرضية مكتبه :-
- سأكون رحيما بك وسأقدم طلبا للإدارة بتسوية معاشك ، فاهم .
كانت سبابته المرفوعة فوهة بندقية .. أدار ظهره ومشى متجاهلا الرصاصة التى يمكن أن تطلق فى لحظة .
هو يعرف أيضا ذلك المقاول الذى أتى بخلاطاته الضخمة وعماله لصنع أساسات أحد المبانى الحكومية فى القرية فاستحال فرد من أبناءها ثم غادرها بعدما اكتملت مهمته وبعدما سرق زوجته التى التقى بها مرات ليعيشا سويا .
ضجت القرية بالاندهاش والسخرية فهرب من أعين الجميع وأسئلتهم فى كوخه كل ليلة يترك ابنته ذات العمر الناضج فى جسدها حتى تستغرق فى أحلامها ثم يغلق الباب بالمفتاح ويمضى إلى كوخه ويعود كما اعتاد قبيل الفجر بساعة . يستطيع بداخله أن يفتح أبواب روحه : يضحك .. يبكى .. يتشنج فى اللحظة نفسها منتشيا كشيطان يعرف ما يريد . كانت همساتهم المكتومة تؤلمه كإضاءة قوية مسلطة فى حدقتيه لكنه يصر على تجاهلهم إلى أن تستكين غريزته المنفلتة فى الجسد الطرى الذى يتلوى ألما وذعرا أمامه .. ربما ساورته الشكوك فى أنه سيزفر أنفاسه الأخيرة فوق صدر امرأة قدت من شبق لانهائى وبعد أن يملأها شعور بالشبع .
فتح الصندوق بهدوء فوثبت أحجار البورى .. سال لعابهم وهو يخرج القطعة ويفردها ثم يقطعها لحبيبات صغيرة ويدسها بعناية .. دارت الجوزة دورات عدة تبدأ بفمه ذى الأسنان الصفراء المتآكلة .. سحابات الدخان تلوت وتشكلت معارك صغيرة وامتصها السقف .. ندت من أحدهم ضحكة خفيفة سرعان ما اشتبكت بها أخرى حتى انتشر طوفان من قهقهات ممزوجة بالسعال والبلغم وعاد صمت مريب فحلقت طيور ورؤوس مبتورة تحت السقف وغابت لتحل دوائر مصمتة مكانها .. تلاشت أصواتهم فلم يشعر إلا بدبدبات الفريسة .. شهقاتها .. سخونة أطرافها وانتظارها المؤلم .
وحده كما كان من قبل : يحف بقايا شمعة فوق لوح خشبى ويشعل أخرى فيما السؤال يعاود دورانه : هل يجيئون ظافرين ؟ ويجيئون ، بجوار الباب يتمدد حين يمس أذنيه دبيب ويغوص لحظات بعيدا .. هو الآن معها .
قام نافضا رطوبة الأرض عن جلبابه القاتم وشدها إليه .. كانت أياديهم تشده للخلف كطريقة لمشاكسته فهم يعرفون أنه لا يقبل إلا بالدور الأول لأن البناء ملكه والدخان والصندوق النحاسى والعار الذى يلاحقه أينما حل ..
طوحها أمامه كاشفا عن وجه مستدير ناضج ما أن صعقه بنظرة حادة ومرعوبة حتى غطاه مرة أخرى وهبط بنفسه إلى أسفل وتوقف تماما مستسلما للشعاع المميت .. ( وحشية هى البراءة المنسابة من وجهها كأنها ... ) .
مسح جبينه المندى ولعنهم فاتحا فمه عن أخره ومطلقا صوتا فجا وكان قد كشف طرف فستانها فارتج تماما فوق زلزال مدمر وحين مد يده إلى رأس أحدهم توالت الصفعات المفاجئة على رأسه وجسده الذى عجز توا عن الوقوف ..
التقط سكينه من الأرض وطاردهم ، لم يصدقوا ما يحدث لكن الوقت كان غير ملائم لأن يستحثوا عقولهم التى طار منها رحيق السطل فغاصوا فى أحذيتهم بسرعة واندفعوا خارجا ، أما هو فتحامل على قدميه المرتجفتين وجرى وراءهم .. انزلقت أقدامه فى البركة فطش ماؤها الآسن فى وجهه فزحف على أربعة حتى وقف مرة أخرى وجرى يحدق فى أشباحهم النحيلة التى تختفى شيئا فشيئا باستماتة ليحل مكانهم رغما عنه ذلك البناء الذى توشك جدرانه أن تنطبق .
فتح الباب .. مرقوا إلى الداخل بلهاث متقطع وتساقطوا على الأرض الرطبة وهم ينزلون البطانية القديمة بحرص ، ما بداخلها كان يتلوى بينما يمعن بشبق .. انبعثت إشارات طمأنته بأن كل شيء تمام .. أقفل الباب الصفيحى بعد أن مسح الطريق ووجه البركة الساكن بعينين يشعان مرحا .. لم يقاوم حرارة العطش فى حلقه فرفع غطاء الزير المنتصب فوق قاعدة حديدية مثلثة الأرجل فى أقصى الركن .. مد الكوز النحاسي ، تراجع مبغوتا ( نشرت الجرائد يوما أن رجلا سقط ميتا بعد أن شرب من زير موضوع بمنتصف شارع فى إحدى القرى ، ثقلت خطاه كسكير ثم سقط مغشيا عليه وحين وصلوا به إلى المستشفى وهو يترنح فوق أكتافهم خمدت أنفاسه .. الشرطة اكتشفت حية نافقة فى باطنه ) تحسس باطن الزير برؤوس أصابعه ، إنه خال إلا من طحالب لزجة اشتبكت بأصابعه ، طوقته .. قاوم بعناد .. عصرته الأمواج الهادرة وعلا رأسه الزبد ، ثمة بحر بلا شطآن بدت له حينئذ وطفلة تصرخ بفزع فوق إطار منفوخ " يا با " أمسكها بقوة وخبأها بحضنه ثم قذفهما الموج وهما خائرا القوى .. لا يعلم كيف كان يجدف بتلك الشجاعة والسرعة .. كبرت كثيرا فازداد خوفه هذه الأيام ليس من البحر وحده .
شرب وشربوا .. دلف إلى ملحق صغير فصله حاجز خشبى يرتفع لنصف قامته .. زحفت إلى أذانهم قرقرة المياه مثل لحن راع قديم فتثنت أجسادهم طربا والدقائق التى قضاها فى الداخل عبرت فوق رؤوسهم ثقيلة ودون أن يخرج حرفا واحدا من بين الشفاه المتلهفة كأنهم أنهوا كل الكلمات .
هل بجسده النحيل الطويل تتقدم الجوزة الملفوفة عند انبعاجها النحاسي بشرائط زرقاء وحمراء ( وقد ورثوها عن صديق لهم مات فى عركة طاحنة خاضها رجال القرية برؤوس الفئوس ونساؤها بالحجارة فى نوبة جنونية بعدما استطاعت الفتاة التى دبر لاغتصابها الهرب من قبضته وجرت باتجاه الدور تلملم ملابسها الممزقة ) وبالمجمرة فى اليد الأخرى .. اشتعلت بعيونهم رقصة صاخبة حين برق الفحم الملتهب ، قال صوت :-
- أول مرة يقع فى أيدينا الجمال ده .
لحق به آخر :-
- حاسس إننا متراقبين .
سكون حط كيمامة فى الكوخ الذى أقامه بحوائط طينية مدعمة بسدابات من الغاب والأخشاب ثم سقفه وصنع له بابا من صفيح .. خصص المكان فى قطعة الأرض التى يملكها فى ركن تظلله أشجار الكافور .. لا يلفت انتباه أحد حتى الضحايا لا تعلق بذاكرتهن سوى نظرات نهمة وأياد تجوس ببراعة فى اللحم الشهى وجدران لا حد لقتامتها ثم سحابات غليظة من الدخان الراكد . انفرجت الدائرة فجلس فى مكانه المعتاد كقائد .. قطع الصمت بضحكة صفراء يكرهونها لكنهم لا يقدرون على إسكاتها .. سحب صندوقا عتيقاً مضمخاً برائحة كنز ( توارى سنوات أسفل جدار متهدم وذات ليلة حفر رجل ضاقت به الحيل بعد تهديد الدائنين له بالسجن حفرة عميقة يوارى بها نفسه وأسرته قبل أن يداهمهم الموت جوعا ، وفى ضربه واهنة صك سمعه رنين معدني .. انحنى قابضا بيديه على الجسم الثقيل وسحبه لأعلى بعدما أخلى التراب من حوله.. حاول فتحه بحذر فأخفق .. أحضر عتلة وضغطها بين إحدى فواصله لأسفل فلمعت عيناه فجأة ببريق ذهبى خالص.. حينها صرخ ك" على بابا " والرغبة تتقافز فى عينيه " أحمدك يا رب " ، باعه جميعا فى أماكن متفرقة وبنى قصرا زاخرا بالبهجة ، وقد داهمهم الموت ليلة انتقالهم إليه إثر وباء جارف أطاح بكثيرين ) ..
قال لأصحابه إنه اشتراه من خان الخليلى لما رأى فى حفريات غطائه النحاسى بقايا طموح ، كان البائع صندوق حكايات عتيقة كطقاطيقه التى تتراص فوق أرفف سميكة وقد حكى له حكاية الصندوق والرجل ..
قال لأصحابه أنه رغم اضطرابه البادى فى مقلتيه اللتين لا تتوقفان وحركات يديه وهذيانه الذى أصبح شبه دائم يدرك كل شئ يحدث حوله ، لكن مدير المدرسة لا يثق به فقد قال له ذلك الصباح وهو ينظف أرضية مكتبه :-
- سأكون رحيما بك وسأقدم طلبا للإدارة بتسوية معاشك ، فاهم .
كانت سبابته المرفوعة فوهة بندقية .. أدار ظهره ومشى متجاهلا الرصاصة التى يمكن أن تطلق فى لحظة .
هو يعرف أيضا ذلك المقاول الذى أتى بخلاطاته الضخمة وعماله لصنع أساسات أحد المبانى الحكومية فى القرية فاستحال فرد من أبناءها ثم غادرها بعدما اكتملت مهمته وبعدما سرق زوجته التى التقى بها مرات ليعيشا سويا .
ضجت القرية بالاندهاش والسخرية فهرب من أعين الجميع وأسئلتهم فى كوخه كل ليلة يترك ابنته ذات العمر الناضج فى جسدها حتى تستغرق فى أحلامها ثم يغلق الباب بالمفتاح ويمضى إلى كوخه ويعود كما اعتاد قبيل الفجر بساعة . يستطيع بداخله أن يفتح أبواب روحه : يضحك .. يبكى .. يتشنج فى اللحظة نفسها منتشيا كشيطان يعرف ما يريد . كانت همساتهم المكتومة تؤلمه كإضاءة قوية مسلطة فى حدقتيه لكنه يصر على تجاهلهم إلى أن تستكين غريزته المنفلتة فى الجسد الطرى الذى يتلوى ألما وذعرا أمامه .. ربما ساورته الشكوك فى أنه سيزفر أنفاسه الأخيرة فوق صدر امرأة قدت من شبق لانهائى وبعد أن يملأها شعور بالشبع .
فتح الصندوق بهدوء فوثبت أحجار البورى .. سال لعابهم وهو يخرج القطعة ويفردها ثم يقطعها لحبيبات صغيرة ويدسها بعناية .. دارت الجوزة دورات عدة تبدأ بفمه ذى الأسنان الصفراء المتآكلة .. سحابات الدخان تلوت وتشكلت معارك صغيرة وامتصها السقف .. ندت من أحدهم ضحكة خفيفة سرعان ما اشتبكت بها أخرى حتى انتشر طوفان من قهقهات ممزوجة بالسعال والبلغم وعاد صمت مريب فحلقت طيور ورؤوس مبتورة تحت السقف وغابت لتحل دوائر مصمتة مكانها .. تلاشت أصواتهم فلم يشعر إلا بدبدبات الفريسة .. شهقاتها .. سخونة أطرافها وانتظارها المؤلم .
وحده كما كان من قبل : يحف بقايا شمعة فوق لوح خشبى ويشعل أخرى فيما السؤال يعاود دورانه : هل يجيئون ظافرين ؟ ويجيئون ، بجوار الباب يتمدد حين يمس أذنيه دبيب ويغوص لحظات بعيدا .. هو الآن معها .
قام نافضا رطوبة الأرض عن جلبابه القاتم وشدها إليه .. كانت أياديهم تشده للخلف كطريقة لمشاكسته فهم يعرفون أنه لا يقبل إلا بالدور الأول لأن البناء ملكه والدخان والصندوق النحاسى والعار الذى يلاحقه أينما حل ..
طوحها أمامه كاشفا عن وجه مستدير ناضج ما أن صعقه بنظرة حادة ومرعوبة حتى غطاه مرة أخرى وهبط بنفسه إلى أسفل وتوقف تماما مستسلما للشعاع المميت .. ( وحشية هى البراءة المنسابة من وجهها كأنها ... ) .
مسح جبينه المندى ولعنهم فاتحا فمه عن أخره ومطلقا صوتا فجا وكان قد كشف طرف فستانها فارتج تماما فوق زلزال مدمر وحين مد يده إلى رأس أحدهم توالت الصفعات المفاجئة على رأسه وجسده الذى عجز توا عن الوقوف ..
التقط سكينه من الأرض وطاردهم ، لم يصدقوا ما يحدث لكن الوقت كان غير ملائم لأن يستحثوا عقولهم التى طار منها رحيق السطل فغاصوا فى أحذيتهم بسرعة واندفعوا خارجا ، أما هو فتحامل على قدميه المرتجفتين وجرى وراءهم .. انزلقت أقدامه فى البركة فطش ماؤها الآسن فى وجهه فزحف على أربعة حتى وقف مرة أخرى وجرى يحدق فى أشباحهم النحيلة التى تختفى شيئا فشيئا باستماتة ليحل مكانهم رغما عنه ذلك البناء الذى توشك جدرانه أن تنطبق .