استيقظ ذات صباح .. تثاءب .. نظر تجاه النافذة فلم يجد بجواره شعاع الضوء الذى كان ينفذ كل صباح من ثقب بالشيش.. أطبق يديه وفرك بهما عينيه ، وبعد نظرة أخرى تأكدت لديه المفاجأة .. وثب من فراشه مصعوقا كمن لدغه عقرب متجها نحوها .. لف المزلاج وفتحها فوجدها قد سدت بجبل من أرض الشارع الذى علا بمرور الأيام .. تراجع إلى الباب الذى لم يفتح أيضا وفى تخبطه بين جدران الغرفة تعثر بمنحوتاته الثمينة التى صنعها طيلة سنوات كثيرة بكل ما أوتى من دقة وبراعة رافضا أن يبيعها أو يعرضها أمام الآخرين الذين فى ظنه كما قال لزوجته مرارا بصوت حاد أنهم لا يخرجون من أفواههم حينما يرون ما فعلته إلا خبائثهم . هنا على الأرض قطعة جرانيت كبيرة تذكر أنه لم يجرب فيها أدواته منذ توقف لوقت طويل ؛ احتواها بين يديه وطرق بها النافذة بقوة وصرخ لأول مرة فى حياته ..
لا بد أن زوجته الغضوب قد هجرته منذ زمن بعيد لأن أحد ليس موجودا معه الآن فى حجرته الوحيدة تحت طرقات هامسة من أحذية المارة ، صرخ لعل أحدهم يسمعه فيأتى لنجدته ، وبعد ساعة عسيرة أنهكه الصراخ والطرق بشدة سرت رعدة فى جسده ، وطمأنه بصيص أمل قائلا لنفسه (لعلنى أصارع كابوسا ثقيلا، وسأصحو بعد قليل متجاوزا ألمى ، ومنزعجا بصوتها الثرثار ) وارتمى على الفراش تعبا منهاراً لا يرى شيئا فى الظلام، ولا يحس شيئا داخل حجرته
لا بد أن زوجته الغضوب قد هجرته منذ زمن بعيد لأن أحد ليس موجودا معه الآن فى حجرته الوحيدة تحت طرقات هامسة من أحذية المارة ، صرخ لعل أحدهم يسمعه فيأتى لنجدته ، وبعد ساعة عسيرة أنهكه الصراخ والطرق بشدة سرت رعدة فى جسده ، وطمأنه بصيص أمل قائلا لنفسه (لعلنى أصارع كابوسا ثقيلا، وسأصحو بعد قليل متجاوزا ألمى ، ومنزعجا بصوتها الثرثار ) وارتمى على الفراش تعبا منهاراً لا يرى شيئا فى الظلام، ولا يحس شيئا داخل حجرته