1- شفـــق
هوت الشمس وراء الأفق ، تاركة خلفها امتدادات دموية شاحبة .. وفى ركن قصى من الثرى هوى الزعيم وهو يلهب الثوار بنداءات الحرية ، بعدما دوت فى الفضاء رصاصة .. بعض السذج قالوا :-
- رحل والشمس إلى بؤرة العدم
2- رسالة
من زمن موغل فى القدم ، وبامتداد ليل يتمطى بالسواد أضاء وهج ضئيل عبر نافذة ضيقة ،أبان عن أصابع مرتجفة تخط على صحيفة عريضة " يا من ستأتون فى أزمنة النور والانفتاح والسرور ، كونوا كما كنا شموعا لا يهزمنكم الغرور " ثم أغلقت النافذة ، وأفل الوهج ، وانسدل الليل .. أطل الصبح على منضدة صغيرة ، تعلوها رسالة ملفوفة ، وبقايا شمعة محترقة آخذة فى الزوال .
3- فيلسوف
" الحق .. الخير .. الجمال " بضاعة توشك أن تعدم فى سوق حارتكم العتيقة ، فمن يذود عنها وعنى ؟ بحركة مباغته بصق الجمع الصاخب فى وجهه ، فيما خلع الموسرون فرد أحذيتهم الوحيدة وشيعوه بها وهو يهرول أمامهم كالمجنون .
فى الليل ، ممزقا مر بالحارة الساكنة ، القديمة. أخرج قطعة نقد برونزية وقذفها بخفة فوق رصيف الشارع. برنينها العذب كوتر مشدود إلى قيثارة أخرجت الحابل والنابل بالبلط والنبابيت، ولمب الجاز المهشمة .. وبأمل ضائع فى الزود عن قطعة البرونز ذات الصوت الصاخب .
4- احتجاج
اتفقنا على مداهمته فى قصره ، ومواجهته وهو بين أحضان خليلاته ، وتجريده من كل ألقابه .. تكفلت بصياغة نص الاحتجاج وإلقائه ، وتبرع الآخرون بحملى على الأكتاف والهتاف بحياتى ..
فى الساعة المتفق عليها راقبتهم بحذر من وراء سور قصره الشائك .. كانوا يحملون على خشبة عريضة جثة مبعثرة الملامح تشبهنى ووراءهم امرأة تولول ، وبالمناسبة : كانوا يضعون أيدهم على أفواههم .
5- قرار
بعد ستة ليال متتالية وفى نهاية الأسبوع تماما : الليلة الحاسمة .. القرار الأخير سيتخذ على مصطبة الجامع القائم على رأس الحارة .. أسلحتنا متوثبة للثأر .. الزلط والعصى والنشابات.. العروق نافرة .. الرؤوس ساخنة .. الأحلام مؤجلة حتى النصر .. وقبل الفجر بقليل اتفقنا أن نهجم قبل مغرب اليوم . ثم لملم كل منا أشلاءه المنهكة إثر هزائم حاقت بنا طوال الشهر الماضى ، ومضينا إلى نوم طويل ، طويل إلى ما بعد فجر اليوم التالى .
6- رحيل
ما أن تجر عربات الكارو المراجيح التى أدارت رؤوسنا فى صفحة السماء .. يطوى باعة الملبس مفارشهم الفارغة .. يقلب أصحاب الرهانات وطاولات التنشين على البمب الفارغ صناديقهم المزركشة ، ويودعنا المريدون بلاساتهم الخضراء وأسمالهم المبالية ونظراتهم الحيرى ندرك رغم ضآلة أعمارنا أن المولد قد انفض فنتسلحف ليلا إلى بيوتنا بأعين ناعسة وجيوب فارغة
7- ورده
جذبته بعبيرها السحرى .. قاوم ، لم تتوان .. مدت سيقانها المتعطشة .. ضغط حواسه المرهفة المنجذبة دوما إليهن .. فرشت رداءها الوردى الزاهى تحت غطاء الشمس .. لم يستطيع منع ارتباكه مثلجة فى صدره . تراجع خطوتين .. تلفت حوله .. كان الطريق خاليا . فرح . قطفها بمهارة اعتاد عليها وواراها أصابعه الطويلة ، وعند الترعة التى تقطع الطريق الرئيسى الطويل ، ومن فوق الجسر المتهدمة جوانبه كومها فى كتلة صغيرة بعد أن اهترأت أوراقها وقذفها رانيا إلى الحقول الممتدة بلا مبالاة .
8- الأشجار
الأشجار المثمرة اقتلعتها العواصف القادمة من غرب الحديقة، ولم تفلح كل المعاول التى شحذوها فى زحزحة الشجرة الخربة من مكانها .
9- وحيدة
الشارع - ليلا - خال ، عار إلا من ورقة خريفية تشق عصا الصمت بحفيف خافت .
هوت الشمس وراء الأفق ، تاركة خلفها امتدادات دموية شاحبة .. وفى ركن قصى من الثرى هوى الزعيم وهو يلهب الثوار بنداءات الحرية ، بعدما دوت فى الفضاء رصاصة .. بعض السذج قالوا :-
- رحل والشمس إلى بؤرة العدم
2- رسالة
من زمن موغل فى القدم ، وبامتداد ليل يتمطى بالسواد أضاء وهج ضئيل عبر نافذة ضيقة ،أبان عن أصابع مرتجفة تخط على صحيفة عريضة " يا من ستأتون فى أزمنة النور والانفتاح والسرور ، كونوا كما كنا شموعا لا يهزمنكم الغرور " ثم أغلقت النافذة ، وأفل الوهج ، وانسدل الليل .. أطل الصبح على منضدة صغيرة ، تعلوها رسالة ملفوفة ، وبقايا شمعة محترقة آخذة فى الزوال .
3- فيلسوف
" الحق .. الخير .. الجمال " بضاعة توشك أن تعدم فى سوق حارتكم العتيقة ، فمن يذود عنها وعنى ؟ بحركة مباغته بصق الجمع الصاخب فى وجهه ، فيما خلع الموسرون فرد أحذيتهم الوحيدة وشيعوه بها وهو يهرول أمامهم كالمجنون .
فى الليل ، ممزقا مر بالحارة الساكنة ، القديمة. أخرج قطعة نقد برونزية وقذفها بخفة فوق رصيف الشارع. برنينها العذب كوتر مشدود إلى قيثارة أخرجت الحابل والنابل بالبلط والنبابيت، ولمب الجاز المهشمة .. وبأمل ضائع فى الزود عن قطعة البرونز ذات الصوت الصاخب .
4- احتجاج
اتفقنا على مداهمته فى قصره ، ومواجهته وهو بين أحضان خليلاته ، وتجريده من كل ألقابه .. تكفلت بصياغة نص الاحتجاج وإلقائه ، وتبرع الآخرون بحملى على الأكتاف والهتاف بحياتى ..
فى الساعة المتفق عليها راقبتهم بحذر من وراء سور قصره الشائك .. كانوا يحملون على خشبة عريضة جثة مبعثرة الملامح تشبهنى ووراءهم امرأة تولول ، وبالمناسبة : كانوا يضعون أيدهم على أفواههم .
5- قرار
بعد ستة ليال متتالية وفى نهاية الأسبوع تماما : الليلة الحاسمة .. القرار الأخير سيتخذ على مصطبة الجامع القائم على رأس الحارة .. أسلحتنا متوثبة للثأر .. الزلط والعصى والنشابات.. العروق نافرة .. الرؤوس ساخنة .. الأحلام مؤجلة حتى النصر .. وقبل الفجر بقليل اتفقنا أن نهجم قبل مغرب اليوم . ثم لملم كل منا أشلاءه المنهكة إثر هزائم حاقت بنا طوال الشهر الماضى ، ومضينا إلى نوم طويل ، طويل إلى ما بعد فجر اليوم التالى .
6- رحيل
ما أن تجر عربات الكارو المراجيح التى أدارت رؤوسنا فى صفحة السماء .. يطوى باعة الملبس مفارشهم الفارغة .. يقلب أصحاب الرهانات وطاولات التنشين على البمب الفارغ صناديقهم المزركشة ، ويودعنا المريدون بلاساتهم الخضراء وأسمالهم المبالية ونظراتهم الحيرى ندرك رغم ضآلة أعمارنا أن المولد قد انفض فنتسلحف ليلا إلى بيوتنا بأعين ناعسة وجيوب فارغة
7- ورده
جذبته بعبيرها السحرى .. قاوم ، لم تتوان .. مدت سيقانها المتعطشة .. ضغط حواسه المرهفة المنجذبة دوما إليهن .. فرشت رداءها الوردى الزاهى تحت غطاء الشمس .. لم يستطيع منع ارتباكه مثلجة فى صدره . تراجع خطوتين .. تلفت حوله .. كان الطريق خاليا . فرح . قطفها بمهارة اعتاد عليها وواراها أصابعه الطويلة ، وعند الترعة التى تقطع الطريق الرئيسى الطويل ، ومن فوق الجسر المتهدمة جوانبه كومها فى كتلة صغيرة بعد أن اهترأت أوراقها وقذفها رانيا إلى الحقول الممتدة بلا مبالاة .
8- الأشجار
الأشجار المثمرة اقتلعتها العواصف القادمة من غرب الحديقة، ولم تفلح كل المعاول التى شحذوها فى زحزحة الشجرة الخربة من مكانها .
9- وحيدة
الشارع - ليلا - خال ، عار إلا من ورقة خريفية تشق عصا الصمت بحفيف خافت .